منى أبو القاسم تكتب .. إن لم تستحى فأ فعلى ما شئتى
إذا لم يستحِ الإنسان، ولم يكن يملك خصلة الحياء، وفَقَدَ هذا الخلُق الفاضل؛ فكأنه يُقال له افعل ما شئت؛ أي أنّه ليس بالأمر الغريب عليك أن تفعل هكذا إن لم تستحِ، وأشدُّ ما يكون العبدُ حياءً من الله، والإيمانُ حياء، وهو أهم خصلةٍ من خصال الإيمان؛ فالإيمان هو التصديق والتحقيق، والحياء هو الذي يدفع الإنسان لفعل الخير؛ لأنّه ينبع من الداخل من القلب فيكون الرادع داخليًّا من نفسه، وهو أيضاً الذي يمنع نفسه من الشر والفساد، ومن هنا جاء مفهوم أنّ الحياء شعبةٌ من شعب الإيمان؛ لأنّ الإنسان من داخله هو الذي يمنع جوارحه عن الحرام، ويمنع نفسه من تناول الحرام، ويحفظ نفسه وجوارحه من المعاصي، ويتذكر الموت، حينها يستحيي من الله من كل قولٍ أو فعلٍ يصدر منه، ويعمل للآخرة ونعيمها فقط
وعلى النقيض من ذلك إذا فقد الحياء أو سقط عن المرء برقع الحياء فإنه لا يجد حرجا في فعل أي شيء يتنافى مع القيم الأخلاقية والدينية، ولا يخشى في سلوكه هذا لومة لائم.. ومن اجل ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا لم تستح فاصنع ما شئت، وما يصنعه المرء لا يقتصر عليه فقط، بل يتعداه إلى غيره في المجتمع، وهذا يعني أن الحياء ليس فضيلة فردية تقتصر على صاحبها فحسب، وإنما هو بالإضافة إلى ذلك فضيلة اجتماعية أيضا تتعدى صاحبها إلى دائرة أوسع وتشمل المجتمع بأسره، كما أن نقيض الحياء من الصفاقة والفحش يتجاوز دائرة الفرد إلى دائرة المجتمع.
وعن حياء المرأة ، نقول تزداد المرأة جمالاً كلما ازدادت حياءً، والأنوثة حياء قبل أن تكون أزياء،وجمال بلا حياء وردة بلا عطر، بالحياء تكوني كالكنز الثمين، والزوجة الصالحة رأسمالها الحياء
إن حياء المرأة رأسمالها فيه عزها ، وبه تحفظ كرامتها، وشرف أهلها، وليس هناك زوجة صالحة لا يزين الحياء خلقها، حياء في كل شيء .. في الملبس ، في الحركة والكلام ، في المعاملة والسلوك ، وحياء المرأة يجعلها أكثر التزاما بزيها لا ترتدي شفافا ولا مجسدا، أو المثيرة، كوني كيانا من الحياء، أنت الحياء، والحياء أنت
الحياء بالنسبة للمرأة أبهى زينتها، وأنصع ألوانها، وأجمل مواصفاتها، وأنقى معانيها، فهي بالحياء تعيش معززة مكرمة مصانة الجانب، مرفوعة الرأس، محفوظة المكانة، تحتمي بحيائها من ألسِنة السفهاء وأعين السّوقة وقلوب الذئاب، إذ صيدهم السمين عند من قل حياؤها في الغالب.
تعيش المرأة بحيائها؛ فتحفظ نفسها وعرضها، وكلما حصل نقص في حياء المرأة كلما كان ذلك النقص سببًا في تعرضها لما يجرحها ويعرضها للإهانة؛ وإن لم تشعر أو لم تعترف.
هنا اوجة رسالتى الى كل أمراة وكل بنت ، اتقى الله في كل أفعالك لا تكونى " جشعة " لان صفة الجشع " بغيضة لا يستطيع احد تحملها حتى لو كانوا أقرب الاقربين.
وأعلموا يا معشر النساء إن المرأة الجشعة لا تشعر أبداً بالرضا، تريد الحصول على المزيد من الأشياء، دون النظر الى ظروف الاخرين ، لايهمها الانفسها وما تحصل علية، فهى تأخذ أكثر مما تحتاج، تحب المال، تحاول استغلال كل فرصة ،وإستغلال المقربين منها لتحقيق رغباتها، فهى تحب السيطرة، وإصدار الأوامر، وتنكر دائماً الفضل.
أعزائى معشر النساء ،أعلموا إن عزة النفس هى الاعتماد بالدرجة الأولى على الذات ، لا نستغل أحد ،أو نستغل مجهودات الآخرين،أو نحمل اعبائنا ومشاكلنا للاخريين ، حتى لا نوصف بالاستغلاليين والطماعيين والجشعيين ، ونوصف باستغلال الظرف ، عزيزة النفس لا تلقى أعبائها على الغير ، مهما كانت صعوبة حياتها وفقرها ، والنأي بها عن المهانة والذُّل، والبُعْد عن كلِّ مَن يُقلِّل من قيمتها ويحطُّ مِن قدرها، ، لذا فعزة النفس تُعطي لصاحبها الاحترام والوقار.
وتبقى الحياة قصيرة جدًّا، ولا قيمة للعيش فيها بدون عزة نفس، فلا داعي لأن يُذِلَّ الإنسان نفسَه لصغار الأمور وإلى ما تشتهيه نفسه الأمَّارة بالسوء؛ لأنه لا يوجد تبرير واحد مُقنِع يستوجب ترك عزة النفس وإسقاطها، فذاتُك أغلى ما تملك، ولا حاجة لك لأن تقايضها بشيء آخر بغية الحصول على منفعة كيفما كانت؛ لذا على المرء أن يعيش ونفسُه بعيدةٌ كل البُعْد عن الانحطاط الذاتي والاحتقار النفسي لشخصه.