المسـتشار أسامـــة الصعيدي يكتب: بعد الإطلاع.. مصير الحياة البشرية مع الثورة الصناعية الرابعة
دعونا نعيش فى دهاليز الثورة الصناعية الرابعة التي يشهدها العالم حالياً من خلال موجة التقدم التكنولوجي وتبنى تقنيات متطورة سواء فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعى والمنصات الرقمية والروبوتات وكثيراً من الخدمات التكنولوجية التى أصبحت لا غنى عنها للحياه العصرية حتى آصبحت الحياه البشرية مرتبطة ارتباطاً غير قابل للتجزئه بتلك الثورة الصناعية وأصبح لزاماً على دول العالم وضع خطط التنمية وبرامجها لتلائم متطلبات العصر الذي نعيش فيه الآن.
ويبقى السؤال قائماً ما هو مصير الحياه البشرية مع الثورة الصناعية الرابعة؟ ودعونا نردد السؤال بصيغة أخرى هل نستطيع تعليم أنفسنا وأولادنا منافسة الآلات؟ وهل تتعرض الهوية ومسألة الإنتماء لتأثيرات كبيرة نتاج هذا التقدم التكنولوجي؟
وإذا كانت الإجابة على الأسئلة آنفة البيان تحتاج إلى الكثير من الدراسات التى تقوم بها اللجان الفنية المختصة للوصول إلى النتائج المرجوه لتوظيف الثورة الصناعية الرابعة لخدمة الإنسان، إلا أنه من وجهة نظرى يبقى التعليم وتطور آلياته هو الفيصل فى مواكبة هذا التطور التكنولوجي وتوظيفه لخدمة الإنسان، فلم يعد التعليم مجرد إيصال المعرفة من خلال الكتب المدرسية والجامعية العتيقة، بل يجب تصميم أدوات المعرفة التي تؤدى إلى القدرة على الإبداع والإبتكار، فالتعليم وتطوير آلياته هو الذى يشكل ملامح المستقبل ويمثل حجر الزاوية لتحقيق التنمية الشاملة المستدامة.
وفى ذات السياق المشار إليه تم إطلاق المدارس الدولية للتكنولوجيا التطبيقية فى مصر، والتى تشترك فيها الحكومة مع القطاع الخاص، وهى تعتمد على عدة محاور أهمها تغيير الصورة النمطية للتعليم وتحسين جودة التعليم الفنى وتبنى مناهج تعليم فنى تساعد فى تحسين المهارات الفنية للطلاب وتطوير مهارات المعلمين.
وفى النهاية » يجب التأكيد على أن الأمُيين فى القرن الحادى والعشرين لن يكونوا آولئك الذين لا يعرفون القراءة والكتابة، ولكن الذين لا يستطيعون التعلم وتطوير أنفسهم حتى يكون لديهم القدرة على الإبداع والإبتكار وهذا هو الفارق بين الإنسان والآله «.