الكاتب الصحفى عبدالناصر محمد يكتب: تخاريف صيام ( ٢٩ ) سيدات الريف..وحكاية أشهر أغنية فى وداع ” رمضان ”
حسرة عنيفة وأسى شديد وحزن عميق يسيطر على الجميع بسبب فراق " رمضان " شهر البركة والخيرات شهر العبادة والصلاح شهر العظمة والإجلال.
لم يتركه الشاعر أن يمر هكذا دون أن يعبر عن كل معانى الأسى والألم الدفين على الوداع بل كتب وألف وأبدع حتى أخفقت القلوب على رحيل الشهر المعظم.
فكما سبق وأن ذكرنا فإن أغنية " تم البدر بدرى " للثلاثى المرح من الأغانى التى ترتجف لها القلوب ولكم هناك أغانٍ أخرى لعبت هذا الدور وتركت نفس الأثر منها أغنية المطرب الشعبي الجميل " محمد رشدى " وهى أغنية ( يا بركة رمضان خليكى فى الدار ) تلك الأغنية التى سجلها رشدى للإذاعة المصرية سنة ١٩٦٥ فيها جسد الشاعر كل معانى الرجاء لتلك البركة التى على الجميع لمجرد حلول شهر رمضان راح يرجوها كى تظل باقية فى كل دار إلى أن تحل بركاته أعوام وأعوام.
أغنية "يا بركة رمضان " استوحى مطلعها المطرب محمد رشدى نفسه من كلمات من التراث الشعبي كانت ترددها سيدات قريته "دسوق" بمحافظة كفر الشيخ في الأيام الأخيرة من رمضان حيث كان في تجمعاتهن فى ليالى رمضان يشكرن الله على نعم هذا الشهر المبارك ويتوجهن بالدعاء لاستمرار هذه البركة فى ديارهم على مدار العام حتى تعم البركة على بيوتهن وهن يحملن الأواني النحاسية ويطرقن عليها مرددين كلمات الاغنية، وهن يقلن فيها (يابركة رمضان خليكى فى الدار)
اغنية يابركة رمضان تختلف عن جميع الأغنيات التي غناها غالبية المطربين الذين غنوا للشهر الكريم حيث عبرت بشكل بسيط عن البركة والخير والسعادة التي تسيطر على الجميع طوال أيام رمضان كما احتوت على تعبيرات وصور كنوع من الرجاء ببقاء الأيام المباركة، أعجبت محمد رشدى الكلمات فاتخذها مدخلًا لأغنية دينية يغنيها بعد أن عهد إلى الشاعر محمد الشهاوي باستكمال كتابة الأغنية، وإلى حسين فوزي بتلحينها.
أصبحت "يا بركة رمضان" هي أيقونة أغنيات نهاية الشهر الكريم.
وأغنية أخرى لا تقل شهرة وجمالا عن " يا بركة رمضان " وهى أغنية " والله بعوده يا رمضان " والتى غناها المطرب الرائع " محمد قنديل " ولهذه الأغنية حكاية هى الأخرى حيث جلس الشاعر عبد الوهاب محمد يوما مع الموسيقار جمال سلامة، وأخبره بأنه يريد عمل أغنية ينافس بها أغاني رمضان الشهيرة، وتكون حاضرة بقوة في شهر رمضان ، وبالفعل تعاون هذا الثنائى ووقع الإختيار على محمد قنديل وتم تسجيلها فى ثمانينات القرن الماضى.
كاتب المقال الكاتب الصحفى عبدالناصر محمد مدير تحرير بوابة الدولة الإخبارية والخبير المالى والاقتصادى