دكتوره اميرة ابراهيم تكتب: الشخصية السيكوباتية بين استراتيجية الاعتلال النفسي والاضطراب الذهاني و النفسي
خلق الإنسان ليكون كائن اجتماعي بطبعه فهو لا يستطيع العيش بمفرده وفي حياتنا اليوميه نتعامل مع العديد من الأشخاص بمختلف انماط شخصياتهم منهم من نفهمهم والبعض الآخر قد ننصدم في شخصياتهم.
وتأتي الشخصية السيكوباتية نتيجه اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، أي أن الشخص السيكوباتي يظهر أنماط من التلاعب وانتهاك الأخرين، وان هذا السلوك يتعارض مع قواعد وسلوكيات المجتمع.
الشخص السيكوباتي هو شخص مصاب بمرض عقلي، أي بما يسمى الاعتلال النفسي، ولكن لا يعتبر التشخيص الرسمي، فعادة ما يصاب بعض الأشخاص باضطراب الشخصية السيكوباتية عند 18 عاماً، ولكن تظهر بعض علامات الاضطراب السلوكي على الأشخاص منذ الطفولة، والتي تعتبر مؤشر على الإصابة باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، او الاعتلال النفسي كما يسميه الأطباء.
وتأتي الشخصية السيكوباتية نتيجه العوامل الوراثية، والعوامل البيئية، والتي تشمل:-
الجنس
يعتبر الذكور أكثر عرضة للإصابة الشخصية المعادية للمجتمع، عن الإناث.
الجينات الوراثية
يلعب التاريخ العائلي دوراً في الإصابة باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، أو التعرض لامراض عقلية أخرى.
اضطراب السلوك
لا يمكن تشخيص الشخصية السيكوباتية قبل بلوغ المريض 18 عاماً، ولذلك من المحتمل أن يكون اضطراب السلوك، يدل على الإصابة باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع.
التعرض للصدمات
التضارب في معاملة الطفل و الإهمال والإساءة في طريقة التربية، من المحتمل أن يعرضه إلى هذا النوع من الاضطرابات.
الطفولة الغير مستقرة
الأطفال الذين ينشئون في بيئات غير مستقرة، يسودها العنف والمشاكل الأسرية، يجعلهم في خطر أكثر تعرضاً الاعتلال النفسي، والتركيز على عقاب الطفل، بديلاً من المكافأت
والجدير بالذكر ان الشخصية السيكوباتية تتميز ببعض السمات التشخيصية، منها:-
التمتع بقدر من الذكاء العالي.
الفشل في التعلم من التجارب.
عدم القدرة على الحب.
الاندفاعية في الكثير من الأمور.
انتهاك وتجاهل حقوق الآخرين.
سلوكيات غير مسؤولة اجتماعياً.
عدم التمييز بين الصواب والخطأ.
عدم إظهار التعاطف والندم على الأشياء.
الميل إلى الغش والكذب ومعاداة الآخرين.
إيذاء الآخرين والتلاعب بهم.
التجاهل العام
يوجد اختبار لتشخيص اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، وهي استخدام قائمة بالسلوكيات السلبية التي يتمتع بها المصابون بهذا الاضطراب وإذا كان لدى الشخص ما لا يقل عن ثلاثة من هذه السلوكيات فإنه مصاب باضطراب الشخصية المعادية.
تجاهل المعايير والقواعد، وعدم وجود حدود في المعاملة.
استخدام الكذب والخداع لتحقيق المكاسب الشخصية.
انتهاج السلوك الاندفاعي والعدواني في ردود الأفعال.
عدم القدرة على العمل مع الموضوعات والخطط طويلة الأمد.
عدم الشعور بالندم والأذى الذي تسبب فيه للأشخاص.
عدم الاحتفاظ بالأموال والفشل في الحفاظ على المسئوليات.
التصرفات الاندفاعية، خاصة إذا كان في موضع مسئولية عن الآخرين.
والجدير بالذكر ان الأشخاص الذين يعانون من السيكوباتية يشكلون علاقات رومانسية، على الرغم أنها ليست علاقة نفسية حميمية وعميقة ومستقرة، إلا أن معظم أصحاب الشخصية السيكوباتية غير قادرين على الدخول بعلاقات حميمية وثيقة لأنهم غير قادرين على التعاطف وإظهار المشاعر القوية وليس لديهم القدرة على التواصل بعمق مع الآخرين، حيث إن الشعور الكبير بالانفصال العاطفي ونقص التعاطف هما مؤشران رئيسيان للاضطراب النفسي لديهم.
وتشمل طرق علاج الشخصية السيكوباتية، من خلال :-
العلاج النفسي
يتم علاج الشخصية السيكوباتية عن طريق جلسات طبية مع الطبيب النفسي، والتي تستهدف تشخيص المريض، وكيف يؤثر هذا الأضطراب على حياته وعلاقاته مع الآخرين، ويستهدف :-
تغيير أنماط الحياة التي يستخدمها الشخص السيكوباتي.
تغيير طريقة تفكيره وتصرفاته التي يستخدمها مع الآخرين.
تطوير استراتيجيات تقلل من شدة أعراض الاضطراب.
العلاج الدوائي
نادراً ما يتم علاج الاعتلال النفسي بالعقاقير الطبية، ولكن يمكن ان يكون الدواء جزءاً من العلاج، إذا كان المريض يعاني من بعض الأمراض النفسية، مثل الاكتئاب والقلق، وتظهر عليه أعراض عدوانية تستوجب الأدوية المهدئة، منها:-
مثبطات المزاج.
مضادات الاكتئاب.
الادوية المضادة للقلق.
مضادات الذهان.