الكاتب الصحفي محمود الشاذلى يكتب : ردع الفساد بالغربيه إنطلاقا من الأسفلت
جميعا أمناء على هذا الوطن .. جميعا جميعا نفتديه بأرواحنا عن حق ، وصدق ، ويقين .. جميعا ننشد الحقيقه ونرفض الزيف .. جميعا جنود فى محاربة الفساد ودحره الحكومه ، والأجهزة ، والمواطنين ، من يقول بغير ذلك لايدرك أو ينتبه إلى خطورة السلبيه على مقدرات الوطن ، من أجل ذلك بات التصدى لأى فساد هو واجب مستحق على المسئول بقراره ، ومن بالأجهزه بحكم مسئولياتهم الوظيفيه ، والمواطن بتصديه ، وأصحاب الأقلام بكشف أبعاد ذلك ، وتناول التداعيات اليقينيه ، ولاأعتقد أن هناك من يختلف معى فى تلك الرؤيه ، اللهم إلا الذين لهم علاقة بالفساد ، ويعملون على تناميه ، لأنه جزءا من كيانهم ، حتى ولو كانوا يختبئون خلف ستار .
مؤلم أن أقول أن نهج التصدى للفساد فى حاجه لإعادة نظر ، خاصة بعد أن غاص هذا الفساد فى أعماق المجتمع ، حتى أصبح نمط سلوك ، ومنطلق حياه ، ونبراس وجود ، بل وحقيقه واقعه ، مرجع ذلك أن هذا الفساد تبجح وأصبح على رؤوس الأشهاد دون ردع فى أحايين كثيره ، حتى تاه الناس تأثرا بما يدركونه ، ويلمسونه ، من نهج التعامل معه ، بل ويتعايشون معه صباح مساء ، وليل نهار ، بل وكل الوقت ، ولاأعتقد أن البيئه المجتمعيه على هذا النحو يمكن أن ننطلق منها إلى ٱفاق التقدم ، ورحابة المعرفه ، وركب التطور ، من هنا كان دحر الفساد وإجتثاثه من جذوره من الضرورات المحتمه ، للحفاظ على المجتمع المصرى طاهرا ومبرأ من كل سوء ، لذا يكون الشكر واجب إلى كل من يدحض الفساد ، ويسحق الفاسدين ، فى القلب منهم وزير الداخليه اللواء محمود توفيق ، وأبطال مباحث الأموال العامه بوسط الدلتا تحت قيادة اللواء أسامه حتاته ، هؤلاء الأبطال الذين يتصدون للفساد بصدق ، وهمه ، وعزيمه ، وإخلاص ، ويتفاعلون مع مايتم كشفه بمسئوليه ، وليس برحرحه ، أو تصدير صوره ورديه خادعه .
إنطلاقا من تلك الرؤيه وهذا النهج إنتابنى حالة من الذهول حيث رصدت وأنا أتابع الإنهيار الأرضى الذى شهده أول أمس شارع ٢٣ يوليو ببلدتى بسيون ، أن سمك طبقة الأسفلت بالشارع تبلغ حوالى ٣ سنتيمتر ، رغم أنه طبقا للمواصفات الفنيه يجب أن تكون طبقتين طبقه ٥ سنتيمتر ، وطبقه ٦ سنتيمتر ، لذا يكون سمك الأسفلت ١١ سنتيمتر ، الأمر الذى معه يكون سمك الأسفلت على هذا النحو لايتفق مع المواصفات الفنيه ، لذا قمت بتوثيقه بالكاميرا ، وطالبت الأجهزه الرقابيه ، واللواء أشرف الجندى محافظ الغربيه فى طرح نشره موقع الرأى العام الإخبارى ، بسرعة إتخاذ الإجراءات اللازمه لإستجلاء الحقيقه وهذا مطلب مشروع ، لتطمئن النفوس ، كما أعتقد أن هذا المطلب أراه من الواجبات المحتمه والتى معها لو ثبت أن هذا السمك للأسفلت يتوافق مع المواصفات الفنيه لاضير ، وإذا كان عكس ذلك يتعين تفعيل القانون ، أطرح ذلك إنطلاقا من الواجبات التى أفرضها على شخصى كونى أحد الصحفيين الذين ينتمون لجيل الرواد بنقابة الصحفيين ، بعد أن وصلت لعامى الأربعين فى بلاط صاحبة الجلاله الصحافه .
يقينا .. أثق تماما فى نزاهة الأجهزه المعنيه ، وأثق أيضا فى كثر من المتخصصين فى هذا المجال ، وذلك إنطلاقا مما لمسته من عطاء كبير وإخلاص لدى المهندس مجدى السعيد المنوط به تشييد شارع عمر زعفان ببلدتى بسيون ، وكثيرا ماأسعد بمتابعة المختصين لأعمال الرصف بالشارع ، لذا كثيرا أيضا ماطرحت مايحدث بشارع عمر زعفان على سبيل الفخر بالعطاء لدى المصريين ، وذلك كنموذج مشرف بحق فى التشييد ، فى المقابل طرحت مالمسته من سمك الأسفلت بشارع ٢٣ يوليو ليس إنطلاقا من إتهام ، إنما محاولة للفهم ، وإستجلاءا للحقيقه ، لذا يكون التفاعل مع مايتم طرحه أمر هام ، من أجل ذلك أتمسك بضرورة إستجلاء الحقيقه ، وليس الصمت حيالها ، لذا تحقيقا للشفافيه يتعين تشكيل لجنه فنيه مختصه تعد تقريرا بهذا الأمر ، وأعتقد أنه ليس لدى مسئول مصلحه فى هذا الصمت لو تم ، فإذا قررت لجنه فنيه مختصه أن سمك الأسفلت على هذا النحو البالغ حوالى ٣ سنتيمتر يتفق مع التكنولوجيا الحديثه ، وبالتالى فإن مارصدته هو من الطبيعى ، ساعتها سأرفع القبعه لمن يقول ذلك من المتخصصين ، أو المسئولين ، المهم أن أدرك ردا وأجد تفاعلا لاتجاهلا ، لأن التجاهل أو عدم الرد أولا لايليق بالمسئولين الذين ينشدون الحقيقه ويتمسكون بالحق منطلقا فى الأداء ، وثانيا يرسخ لدى أن هناك أمر مريب ، وعذرا على تلك القناعه لأننى فقدت القدره على الفهم ، وتلاشى لدى الإدراك من هول ماأرصد من تردى دون أن يتحرك مسئول ، ودون توجيه إتهام لأحد .
بمنتهى الشفافية وإمعانا فى المصداقية ، تتملكنى رغبه صادقه فى دحض أى مزاعم بأن مايتم تصديره من تفاعل للمسئولين مع مشاكل المواطنين هو للطمأنه دون تفاعل حقيقى ، لذا أريد أن أدرك عمليا وجود حقيقى لتفاعل محافظنا المحترم اللواء أشرف الجندى محافظ الغربيه مع تلك القضيه الهامه ، إنطلاقا من كونى فخور بأننى مواطنا فى المقام الأول ، لأنه كثيرا ما دار حوارا مع أهالينا الطيبين الذين يريدون أن يدركوا ذلك أيضا مثلى وهذا حقهم ، واليقين بأن مايتم تصديره من تعامل مباشر لمحافظنا مع هموم الناس وشكاوى المواطنين أمر واقع ، وأعتقد أنه مطلب مشروع فليس هناك أخطر مما طرحته يستنفر من أجله محافظنا المحترم ، بغية معرفة الحقيقه إنطلاقا من حقى كمواطن قبل أن أكون كاتب صحفى متخصص يعرف جيدا أنه فى الدول المحترمه يدرك الجميع أن الصحافه صوت الشعب ، وضمير الوطن ، يبقى أن عدم التفاعل والرد يرسخ لدى اليقين أن هذا نهج يتبعه المسئولين حيال مثل هذا الخلل الجسيم ، حتى ينشغل كل فاسد بفساده ، ولايفكر فيما يقلق المسئولين ، لكننى لاأتصور أن الصمت حيال ماتم طرحه يمكن أن يكون حلا لمشاكلنا ، والتغافل عن الفساد منطلقا للتقدم ، لأننا بذلك قد نصل إلى درجة يكون فيها الفساد عصيا على التطهير .