الدكتور جمال حماد يكتب.. مجتمع الترند
وكأننا نساير العولمة بغباوتها المفرطة ، ونعادى الأصالة والهوية ، لنعيش مع تفاهة واسفاف وانحدار فيما نسمعه عبر السوشيال ميديا ، و مانشاهده من فن رخيص ، و مانتداوله من اخبار وننشرها عبر مواقعنا المختلفة وعبر شاشتنا ، لنبدأ بهوسه كدابه ( لِ ترند ) لممثلة لاتعبر ألا عن إنتمائها فيما تكسبه ، أو مغنى هلاث لايستطيع ان يغنى إلا بكلمات وإيحاءات يندى لها الجبين...أو لاعب كورة أُمى لايقرأ ولايكتب وأصبح نموذج لشبابنا..
إنه مجتمع الترند ، فى كل الأخبار المتداولة أفحصها بعمق وتأمل مغزاها لايمكن أن تفسرها إلا فى ضوء إنحطاط وغدر للقيم ، وإيعاذ لمجتمعات السقوط فى بئر الرزيلة....
وسأعطى لك مثال ، يصنع بعبقرية دون وعى ، عن فيلم أصحاب ولا أعز ، هل مثلا أول مره نسمع عن المثلية ، هل مثلا تفاجأنا بأبعاد الخيانه ، هل كنا لانعرف شيئا عن تفكير البنات الساقطات ، أم أن الفيلم بتداعياته كان تنفيث لنا عن غضب يحوم داخل علاقاتنا المتأزمه على كل المستويات.
.إنه مجتمع الترند نصنعه بلا وعى وندور فى فلك تشاحنات ثقافيه متخلفه ، على السوشيال ميديا ، لأننا لم نعد نقرأ ، أو لدينا تعلم ناقد ، او لدينا ساحه ثقافيه نتبارى فيها بالنقد والتحليل والإبتكار والإبداع....
نعم...هناك آله خفيه ، تجرنا جر نحو مجهول لانفهمه وضياع لانستشعره ، وهدم لآصالتنا وهويتنا ، والنتيجه نغوص فى مستنقعات الجهل ، وننعزل عن مجتمع المعرفة الحقيقى...
والتعلم الحقيقى،والبناء الحقيقى..
علموا أولادكم و ناقشوهم فى أن مايصلح لغيرنا ليس بالضروره يناسبنا ، علموهم أن مجتمعاتنا له أصول وقيم وتدين وحضاره ورقى ، يراد بها ان تحلق فى الوهم.....
وهنا استخدم مجتمع الترند مجازا عما نصول ونجول فيه ، لنبعد تماما عن دورنا الحقيقى فى الحياه.....
أعانكم الله وثبتكم فى أصعب الجهاد،ألا وهو جهاد النفس،وحماكم وحمى شبابنا من براثن الهلوسه
والوقوع فى مصيده التفاهه والضياع..
هو نعم المولى ونعم النصير...
كاتب المقال الاستاذ الدكتور جمال حماد استاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة المنوفية