المستشار أسامة الصعيدى يكتب ..بعد الإطلاع هروب بغدودة من بيروقراطية العقول
دعونا نعيش سوياً فى دهاليز هذا الموضوع الهام وباعثنا فى ذلك ما شهدة الوسط الرياضي من أزمة عنيفة خلال الأيام الماضية بسبب واقعة هروب أحمد بغدودة لاعب منتخب المصارعة خلال تواجد المنتخب المصري فى تونس للمشاركة فى البطولة الأفريقية ولم تكن هذه هي الواقعة الأولى التي يهرب فيها الكثير من المبدعين فى المجالات الحياتية المختلفة ومنها الرياضة للعمل تحت مظلة دولة أخرى هروباً من جحيم بيروقراطية العقول.
وفى ذات السياق وفى واقعة بغدودة بدلاً من دراسة الأسباب الحقيقية التي أدت إلى هروبه بات مسؤولي الرياضة واتحاد المصارعة يتحدثون عن التساهل فى الإجراءات الإدارية وضرورة سحب جوازات السفر من اللاعبين حتى لا تحدث مثل هذه الواقعة مستقبلاً، دون أن يشعر هؤلاء المسؤولون بأن هذه العقلية البيروقراطية هي السبب المباشر فى هروب هؤلاء المبدعين فى المجالات المختلفة ومنها الرياضية كما حدث فى واقعة بغدودة.
وفى ذات السياق أيضاً بات ضرورياً العمل من خلال استراتيجية وطنية للفكاك من هذه البيروقراطية المقيتة الغالبة والمسيطرة على أغلب القطاعات الإدارية فى مختلف المجالات، ولن يحدث هذا الفكاك من جهل وتخلف العقول البيروقراطية إلا بمواجهتها ومحاسبتها وقد يحتاج الإصلاح الإداري إلى تطوير المنظومة التشريعية التي شاخت فى معابد البيروقراطية والتي أدت إلى هروب الكثير من العقول الشبابية المبدعة من جحيم بيروقراطية مسؤول لا يهتم إلا ببصمة الحضور والأنصراف وعدد ساعات العمل دون الوعي بطبيعة العمل والإبداع والابتكار.
وفى النهاية »بات التأكيد على أن الطريق إلى النجاح والإبداع دائماً وأبداً يمر بمحطات من التعب والفشل واليأس، فيجب عدم إطالة الوقوف فى هذه المحطات فالنجاح الذي تستمتع به اليوم هو نتيجة الثمن الذي دفعته فى الماضي«.